الى مايا و بنات جيلها:
أحلى مافى الحب هو بدايته و الحب لا يبدا بالإحساس بالحب و لكن البداية الحقيقية هى لحظة المصارحة و ما قبلها بلحظات عندما تتزايد نيران التردد و الخوف الممزوج بالأمل فى نفس المحب ، الخوف من فقدان حبيبته إن هى رفضت و الأمل فى أن تبدأ حياتهما إن هى قبلت و بادلته كل المشاعر ، عندما لا يرى ما قد يؤكد إحساسه بما تكنه له الحبيبة عندما تتشبث عيناه بوجهها آملة فى لمحة موافقة أو نظرة رضا ، و يتوقف تفكيره و تتصاعد ضربات قلبه و كانها طبول الإعدام المؤذنة بالقضاء على حبه و عليه الى الأبد، يصبه الصمم فلا يكاد يسمع ، و لا يرى كيف تصاعدت الدماء الى وجهه ، كيف أصبح كالطفل الصغير الذى يكاد يتعلم النطق ، لا يرى ما قد ظهر على وجه حبيبته من خيلاء و كبرياء ، لا يشعر بما هو واضح عليها من تقدير و إعزاز له لما تسبب فيه من إحساسها بما يشعر ..
تلك اللحظات هى أجمل ما فى الحب و أحلى ما فيها ، هو إن شعرت الحبيبة بها ، لن تشك فى صدق حبيبها للحظة ..
أما إذا كان فيها إصطناع و خرجت مسلوقة مثل السيناريو الخايب ، لا تحتوى على تصاعد درامى و حبكة فنية ، فلن تأمن الفتاة لحبيبها .. و قد ترفضها حتى و إن شعرت تجاهه ببعض الإعجاب ..
و إذا تسرعت الفتاة و بدأت بمصارحة حبيبها ، فهى بذلك تفسد مستقبل هذا الحب ، و تحرم حبيبها من إحساس و مشاعر مهمة جدا بالنسبة له ، و لها ايضا ، و تفعل مثل المصور الذى يمسك الكاميرا بالمقلوب ، إذا عرف أن المشهد فلاش باك .. أو مثل عرض مشد النهاية فى فيلم يموت فيه جميع الممثلين قبل بداية الفيلم ..
المهم فى كل هذا ، أن يكون فى حدود اللياقة و التقاليد ، و أن يكون هدفه الزواج فقط ، و ليس شئ آخر ، و ليس فى مكان منعزل بل وسط الناس فقط بعيدا عن مسامعهم و ليس عن عيونهم ، و أن يسبق التقدم للخطوبة بايام قليلة فقط ، ليأخذ الحب طريقه النظيف الصحيح و يعيش طاهرا كما ولد و غرسه الله فى القلوب طاهر صادقا ..
و شكرا